منتديات الخطيب
كل عام وانتم بخير بمناسبة سنوية المنتدى
اذا كنت زائر فنتمنى منك التسجيل معنا
منتديات الخطيب
كل عام وانتم بخير بمناسبة سنوية المنتدى
اذا كنت زائر فنتمنى منك التسجيل معنا
منتديات الخطيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالعاب منتديات الخطيب
تعلن الادارة عن فتح باب الترشيح للاشراف على اقسام المنتدى الرجاء كتابة الترشيحات في قسم الاراء والتعليق
لكي يسهل عليكم الوصول الى المنتدى او تريدون سرعة في البحث سارع بتحميل تول بار منتديات الخطيب من قسم برامج الكمبيوتر
عند اضافة الاهداءات يجب الانتظار فترة من الزمن لظهور الاهداء او اغلاق صفحة المستعرض ومن ثم تشغيلها

 

 أبو شاكوش بقلم ابراهيم عوض الله الفقيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامر
مشرف
مشرف
سامر



أبو شاكوش بقلم ابراهيم عوض الله الفقيه Empty
مُساهمةموضوع: أبو شاكوش بقلم ابراهيم عوض الله الفقيه   أبو شاكوش بقلم ابراهيم عوض الله الفقيه Emptyالأربعاء يوليو 29, 2009 4:34 pm

أبو شاكوش
بقلم ابراهيم عوض الله الفقيه

ذات صباح.. تناقلت الصحف خبراً مفاده "أن أحدهم اقتحم صيدلية في المنطقة الغربية، حطّم محتوياتها وسرق أدوية ممنوعة، وعندما تصدى له صاحب الصيدلية، هشّم رأسه بشاكوش، وولى هارباً.. وما زال البحث جارٍ عن أبي شاكوش".
تجمع أفراد الأسرة على عجل، وراحوا يحملقون في شاكوش والدهم المعلق على الجدار في صحن البيت، تفحصوه جيداً، وكأنهم يبحثون عن بقايا أثر لجريمة.. بينما ركن والدهم يستعيد ذكرياته مع الشاكوش.. إنه الشاهد التاريخي والوثيقة الحديدية التي لا تبيد ولا تبلى بمرور السنوات على عرق جبينه.. لم يرثه عن والده.. والده كان له شاكوشه الخاص.. علّمه مهنته.. وحين أتقن المهنة جيداً وهبه شاكوشه، لكنه أهمل به ذات يوم وتركه بين يدي العمال.. غضب والده وقال "الذي يتزوج بفلوس أبيه، لا يكترث بطلاق أمه.. لو اشتريت هذا الشاكوش من عرق جبينك لحافظت عليه ووضعته في مكان أمين، بدل أن تلقي به بين يدي العمال".
وفي اليوم التالي نقده أجرته وقال "اشتري لك شاكوشاً من تعبك وحافظ عليه، يحفظك من السؤال".
ومنذ ذلك اليوم لم يترك الشاكوش، راح يفتخر بشاكوشه الذي رافقه طوال فترة عمله وشبابه، جمع مهراً وتزوج.. كما شيّد بيتاً فخماً، وعلّم أولاده حتى نالوا الشهادات العليا من الجامعات.. نسي الناس اسمه الحقيقي ودمغوه بأبي شاكوش.. حتى بعد أن تزوج وأنجب ذكوراً وإناثاً، لم ينس الناس كنيته.. طغى اسم الشاكوش على اسم ولده الأكبر.. وظل الجميع ينادونه "أبو شاكوش".
بدوره كان يفتخر بهذه الكنية.. وظلّ يتباهى بهذا الشاكوش على مدى سنوات عمره.. لم يترك مجلساً إلا وتحدث فيه عنه.. لم يفارقه منذ أن كان في الخامسة عشر.. وحين شاخ ولم يعد يستطيع مواصلة العمل، عمل على تنظيف الشاكوش وإزالة الصدأ عنه.. لكنه رفض أن يلوّن مقبضه الخشبي بطلاء آخر، احتفظ به كما هو، وعلّقه في بيته مثل وسام شرف..
قطع حبل أفكاره ابنه الأكبر وقال:
- يقال أن رجال الأمن يبحثون عن "أبو شاكوش"، ونحن نفتخر بتعليق الشاكوش في صدر البيت!.
وعلقت شقيقته ساخرة:
- الناس تعلّق في بيوتها تحف ولوحات.. ونحن نعلق شاكوشاً.
وقال أصغرهم:
- الناس تعلّق الشهادات.. ونحن نعلّق حديدة صدئة.
وعندما سمعهم والدهم احتدّ وعنّفهم، وانبرى لهم قائلاً:
- هذا الشاكوش، قطعة الحديد الصدئة كما تقولون، هو أكبر شهادة نلتها في حياتي.. انظروا إليه جيداً.. إنه شهادة الدم والعرق وطلوع الروح.. نلتها بعرقي وكدّ يميني ونور عيني.. إنه شاكوش الشرف، وليس الشاكوش الذي حمله ذلك السافل ليسرق ويقتل صاحب الصيدلية..
كان يتكلم والعرق يتدفق من جبينه.. تلمع عيناه.. يتهدج صوته.. ويتابع بفخر:
- هذا الشاكوش حطّمت به رأس يهودي عام سبعة وستين، وليس رأس صيدلي.. يومها كنت عائداً من عملي، وكان الشاكوش دائماً تحت حزامي.. فأنا نجار طوبار كما تعرفون.. يومئذٍ حاول المستوطنون الاعتداء على بيت جاري أبو العبد.. سمعته يصرخ.. هجمتُ بهذا الشاكوش، حطمت رأس اليهودي، وعمدّتُ الشاكوش بدمه.. طحنت رأسه وهربت.
قال ذلك وراح يزفر ويتذكر ذلك اليوم جيداً، ثم تأوه وتابع بعد لحظة توقف قصيرة:
- آه لو كان هذا الشاكوش ينطق.. لنطق بالدم قصة حياته معي وحياتي معه.
طاردوني أياماً طويلة.. كانوا يبحثون عن "أبو شاكوش".. لكني استطعت الفرار ولم يعرفوا من هو "أبو شاكوش".. شهود إثبات الحادثة تفرقوا واندثروا.. ولا إثبات على صدق أقوالي غير هذا الشاكوش وشهادة "أبو العبد" والملائكة التي لا تتكلم ألا يوم القيامة.
عاد أبو شاكوش لذكرياته.. نسي ما كتبته صحف ذلك اليوم، وما تتناقله الألسن عن الجريمة البشعة التي تعرّض لها الصيدلي، وأخذ يحكي التفاصيل الصغيرة عن شاكوشه ويتشعب في الحديث..
- هذا الشاكوش مجاهد.. إنه مثل السيف في يد صاحبه، لو كان له لسان لنطق كيف تمرغ في الدم من رأس ذلك اليهودي.. إنه باكورة تعبي.. لم أفرط فيه يوماً.. لم أعطه لجاري ليدق به مسماراً في الحائط.. فدائماً الأخذ أسهل من العطاء.. يستسهل الناس الأخذ، ويستصعبون العطاء وإرجاع الحقوق والحاجات إلى أصحابها الشرعيين.
لقد نسي الناس أسماءكم يا أولادي، كنت "أبو شاكوش" قبل أن أتزوج، وبعد أن تزوجت ووهبني الله أولاداً.. واليوم وبعد أن كبرتم ما زلت "أبو شاكوش" في نظر الناس.. أليس هذا موضوعكم الذي تتناقشون فيه، وترغبون في طمس معالمه عن الجدار ومن حياتي!.. أهذا جزاء الشاكوش بعد أن أكل عليه الزمن وشرب، تظنون بوالدكم الظنون وتنعتون شاكوشه بالحديدة الصدئة!؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو شاكوش بقلم ابراهيم عوض الله الفقيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الان حمل تول بار منتديات الخطيب
» موقع رسول الله
» جدول يعينك على طاعة الله في رمضان
» ’’stormkg’’3 الاسطوانه الشامله باذن الله فى البرامج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الخطيب :: قسم المواضيع العامة والثقافية-
انتقل الى:  

Powered by phpBB2  
جميع  الحقوق  محفوظة  لمنتديات الخطيب
www.alkhatib.ahlamontada.net
2009 - 2008